حسن المناني
احتضنت مدينة الدار البيضاء، يومه الخميس 29 شتنبر، المنتدى المغربي – الإيرلندي لمنتجات الألبان، وهو الاجتماع الأول بين مهنيي قطاع الألبان بالمغرب وإيرلندا، الذي نظمته شركة “بورد بيا”، ووكالة التنمية والترويج الفلاحي الإيرلندية، بدعم من سفارة إيرلندا في المملكة المغربية.
شكل المنتدى المغربي الإيرلندي، الذي يأتي في سياق ظرفية عالمية استثنائية، تشهد فيه ارتفاعا في أسعار وإمدادات المواد الأولية، وفي مواجهة الحاجة إلى التعامل مع تغير المناخ، فرصة أمام المشاركين المغاربة والإيرلنديين لتقييم أسواق الألبان ومختلف أنواع التجارة المرتبطة بالقطاع، إذ أكد السيد نيكولاس راننجر، المدير الإقليمي لـ”بورد بيا” بإفريقيا، بهذه المناسبة على أهمية المبادلات بين الموردين والمشترين لإقامة شراكات قوية في سياق متوتر بشكل متزايد مع القليل من الرؤية الواضحة.
من جهته، قال السيد شين هاميل، مدير الأعمال العالمية بالنيابة لدى “بورد بيا” إن “المغرب يمثل سوقا ذات أولوية لـ”بورد بيا” ومصدري الألبان الإيرلنديين، وكان هدفنا هذا الأسبوع هو زيادة تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وسمعة إيرلندا كمصدر. وأيضا تقديم مكونات ومنتجات ألبان مستدامة وآمنة وعالية الجودة للمغرب. مع بلوغ قيمة الصادرات إلى 41 مليون أورو في عام 2021، وسط تحديات السوق، خاصة فيما يتعلق باستقطاب المزيد من الزبناء في جميع أنحاء المغرب، للتعرف عن قرب على أطعمة بمكونات عالمية المستوى من إيرلندا”.
وهكذا، خلال سنة 2021، كانت إيرلندا هي المورد الرئيسي للزبدة للمغرب، بـ4900 طن من إجمالي الواردات البالغة 15.400 طن، والكازين بـ1800 طن من إجمالي 3220 طن. كما كانت إيرلندا أيضا المورد الثالث لجبن الشيدر بـ 2275 طنا. وبالتالي، فإن العلاقات التجارية بين البلدين قوية وهو ما يعكسها تضاعف الصادرات الإيرلندية على امتداد السنوات الخمس الماضية.
إضافة إلى ذلك، فإن افتتاح السفارة الإيرلندية بالمغرب، قبل أقل من عام، والتي تعمل بشكل وثيق مع “بورد بيا” وكذلك مع وكالات ترويجية أخرى، سيساعد في تعزيز العلاقات بين البلدين.
يعمل منتجو الألبان الإيرلنديون مع الصناعة المغربية. إذ تربطهم علاقات مميزة مع عدد من المهنيين، خاصة مصنعي الأجبان والحلويات حيث تعتبر جودة مكونات منتجاتهم ضرورية لضمان نجاحهم في السوق المغربي أو للتصدير.
وحسب البنك الدولي، فإن المغرب هو ثالث بلد إفريقي يبذل جهود مضاعفة للصناعات الفلاحية. إذ تطمح المملكة المغربية لكي تصبح منصة إقليمية للأغذية الفلاحية، وهو ما يجعلها شريكا تجاريا متميزا لإيرلندا.
أكثر من مع 80٪ من أراضيها الزراعية، تتكون من المراعي، ولهذا طورت إيرلندا قطاع ألبان ليكون ناجحا. إذ تولي اهتماما خاصا للتنمية المستدامة التي وضعها البرنامج الوطني للتنمية المستدامة Origin Green. في الوقت الذي تم تشييد قطاع الألبان في إيرلندا على تقليد الزراعة الأسرية بين الأجيال. حيث يوجد ما يقرب من 17.000 مزرعة ألبان عائلية في أيدي عدة أجيال في إيرلندا. كما يبلغ متوسط القطيع الإيرلندي إلى 83 بقرة بإنتاجية تبلغ حوالي 5648 لترا لكل بقرة سنويا.
تتمتع البلاد بموسم طويل لزراعة العشب، نظرا لموقعها كجزيرة على مقربة من أوروبا الغربية ومناخها المعتدل، وهطول الأمطار بغزارة، وتربة غنية وعميقة.
بفضل النظام الغذائي عالي العشب الذي تتمتع به الأبقار الإيرلندية، يُعرف الحليب الإيرلندي عالميا بمحتواه العالي من الدهون والبروتين، وهو مثالي لإنتاج الزبدة والجبن.